­

دراسة حول نظام التعليم
في العراق

قطاع التعليم في العراق

نظام تعليمي ضعيف ومتهالك​

بات العراق من أكثر بلدان المنطقة التي تعاني نقصـا في عدد المدارس، بعد أن وقع في حروب متتالية وأزمات خانقـة، يتعرض التعليم في العراق للعرقلة والتخلف والتأخر في مواكبة ركب الحضارة، وعلى خلاف سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي الذي كان فيه التعليم في العراق الأفضل في الشــرق الأوسط من حيث البنى التحتية والمناهج ومســتوى التدريس، حسب العديد من المنظمات الدولية، ومنها منظمة التربية والثقافة والعلوم اليونسكو؛أمسى اليوم واقع التربية والتعليم حاليا .3 تراجع مستمر وتخلف مزمن. اعتبر أن العراق من الدول التي لا تلبي الحد الأدنى من المعايير الدولية المتفق عليها لتمويل التعليم هو تخصـيص ما لا يقل عن 15 إلى %20 من إجمالي الإنفاق على التعليم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بينما الحكومة في العراق اليوم ترصــد 6٠ فقط من إجمالي الإنفاق الحكومي على التعليم، ورغم ذلك فإن هذه النسبة لا تصـرف كاملة على التعليم بسبب الفـســاد المسـتشــري في الوزارة وفي عموم مؤسسات الدولة العراقية، والفساد سمة أصبحت واضحة لا تحتاج إلى أدلة لاثباتها

نتيجة لذلك خرج العراق من التصنيف العـالمي بحســـب مؤشـر دافوس لعام 2021 لعدة أسباب أهمها:

 

  • ضعف جودة التدريس والكوادر التدريسية و انعدام البنى التحتية للتربية والتعليم عدم مواكبة تطور الوسائل التدريسية مثل الحواسيب الإلكترونية وغيرها
  • استخدام مناهج دراسية عفا عليها الزمن ولا يوجد تنوع في المادة العلمية ٠ النزوح الجماعي للطبقة المتعلمة وذوي الخبرات العلمية والتدريسية 
  • ترك الأطفال العراقيين مع معلمين غير أكفاء حيث أشار اتحاد التعليم في العراق إلى أن العـديـد من المعلمين في البلاد يفتقرون إلى المهارات والتدريب اللازمين للتعليم
  • إن 60 من المدارس لا تمتلك معلمين مؤهلين.

البنية التحتية والتقنية

يفتقد العراق إلى البنية التحتية الصـــالحة للتعليم ســـواء على مســـتـوى الأبنية المدرسية التي يعاني العراق من نقص حاد فيها، أو في رداءة هذه الأبنية التي لا تصلح للتعليم لأن الكثير من هذه الأبنية قديمة وتحتاج إلى إعادة تأهيـل والكثير منها مبني من مـادة الطين خاصـة في القرى والأرياف والتي لا تسـع صـفوفها لجميع الطلبة مما تضـطر إدارة المدرسة إلى مضــاعفة العدد لاسـتيعاب أكبر عدد من الطلبة،

وقد أشــار تقرير منظمة اليونيسـف أن العراق يعاني من نقص في أعداد المدرسين بالمدارس الثانوية بعدد يصـل إلى 6121 مدرس، ونقص 3 أعداد الأبنية بصـورة عامة يقدر بنحو 6194 بناية على مسـتوى القطر، فيما بلغ النقص في أعداد المعلمين للمدارس الإبتدائية 67000 ألف معلم.

 

العراق بحاجة إلى 8000 مدرســة جديدة لتوفير التعليم الجيد . هناك أكثر من 3 ملايين طفل عراقي خارج المدارس، من إجمالي عدد السكان البالغ حوالي 42 مليون نسمة

ضعف التعليم والتدريس وفشل المناهج الدراسية

يعاني العراق من ضـعف في جودة التعليم ويعود السبب في هذا إلى

  • عدم كفاءة الكوادر التدريسية
  • سوء إيصال المعلومات إلى الطلبة بسبب عدم إشراك المعلمين والمدرسين في الدورات التطويرية مثل طرائق التدريس،
  • عدم مواكبة التطور في الوسائل التدريسية مثل الحواســيب الإلكترونية، ومن جهة أخرى تغيير المناهج الدراســية على أسس طائفية بعيدا عن المهنية والعلمية مما أدى إلى تراجع المستوى التدريسي،
  • الكثير من المعلمين والمدرسـين قد نالوا شــهادات البكالوريوس والماجستير بطرق غيرشــرعية، وقد حصــلوا على الوظيفة بسبب الانتماء الحزبي رغم عدم كفائتهم، مما انعكس ســلبا على مســتوى التعليم في العراق

ووفقآ للبنك الدولي

فإن 40% من الوقت الذي يقضيه الطفل العراقي في المدرسة “لا يترجم إلى مهارات إنتاجية عندما يدخل هذا الطفل إلى ســـوق العمل. إن اســـتثمار الحكومة العراقية في التعليم، والقدرة التنافسية للجيل العراقي القادم في سوق العمل ضئيل. وقد انعكس ضـعف التعليم في العراق إلى ندرة العمال المهرة، مما يعيق النمو الاقتصـــادي ويجعل من الصـعب على البلاد المنافسـة في عالم يزداد عولمة نتائج الحالية للوضـع المزري للتعليم العراقي:

  • التعليم المنخفض الجودة يرسـخ تفاقم الفوارق الاجتماعية، مما يؤدي إلى دوام دورات الفقر وعدم المساواة
  • حرمان المجتمعـات المهمشـة من الأدوات التي تحتـاجها للتحرر من قيود ظروفهـا والمساهمة في المجتمع بطرق مجدية

انتشار الأمية والجهل

في سبعينيات القرن الماضـي امتلك العراق نظامٱ تعليميآ هو الأفضل في الشرق الأوسط، وفقا لتقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم (يونســكو. كانت نســبة المســجلين في التعليم الابتدائي تقترب من 100٪ وكادت الحكومة أن تحقق القضاء الكامل على الأمية ومع ذلك، في التصـــنيف الأخير، احتل العراق مكانة بين البلدان التي تعاني من ارتفاع معدلات الأمية، حيث تجاوزت النســبـة 47٪ نرى اليوم الكثير من الطلبة ممن تجاوزوا مرحلة الدراســة الابتدائية وهم لا يتقنون القراءة والكتابة بل منهم من تجاوز مرحلة الثانوية وهو لا يتقن الكتابة ولا يستطيع قراءة الموضوع الدراسي، زد على ذلك الرشوة والمحسوبية والغش في الامتحانات، كل هذه الأمور انعكست على التعليم وتسببت في خروج العراق من التصنيف العالمي رغم غياب إحصـاءات رسمية تظهر عدد الأميين في العراق بسبب عدم إجراء التعداد العام، فإن الإحصاءات الأولية التي أجرتها نقابة المعلمين العراقيين تشير إلى وجود أكثر من 10 ملايين أمّي، بينما أبلغت الأمم المتحدة النقابة بوجود أكثر من 11 مليون أمي البلاد. يرتبط هـذا
الوضع بشكل كبير مع ارتفاع نسبة الفقر أشارت وزارة التخطيط العراقية واليونيسف عام 2020 إلى وجود 4,5 مليون عراقي معرضون للفقر، مما يرفع معدل الفقر الوطني إلى 31.7٪. وهذا من شأنه أن يضــاعف عدد الأطفال الفقراء فإن ارتفاع معدل الفقر يعني أيضـا ارتفاع عدد الأطفال العاملين.

أشــار تقرير منظمة اليونيسـف العالمية والمعنية بشـؤون الأطفال إلى أن مليون و 200 ألف طفل عراقي في سن الدراسة خارج المدرسة، وأن الوضـع مقلق بشكل خاص في المحافظات المنكوبة من النزاع مثل نينوى وصلاح الدين ديالى والأنبار حيث أن ما يزيد عن نصف الأطفال في هذه المحافظات والنازحين في المخيمات في ســـن الدراســة حوالي 355 ألف طفل ليسوا في المدرسة، والوضــع أسوأ بالنســبة للفتيات اللواتي يعانين من نقص في التمثيل في كل من المدارس الابتدائية والثانوية

يشار إلى أن الأطفال خارج المدرسة هم أكثر عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، بما في ذلك عمالة الأطفال والتجنيد من قبل الجهات المسلحة.
أكدت منظمة children the save صعوبة حصـــول الأطفال في العراق حتى على خدمات التعليم الأساسي 3,6٪ من الطلاب تسربوا من العام الدراسي 2021-2020، وهو ما يعادل ترك الآلاف من التعليم. إن المستوى التعليمي في العراق يتدهور بشكل مستمر، وهو ما لا يبشر بالخير لمستقبل البلاد. إن هذه الظروف المروعة لا تعمل على إعداد الجيل الجديد لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهها البلاد, بل على العكس من ذلك، فإن الزيادة السكانية، المرتفعة جدٱ مقارنة بالمعدل العالمي، سـتؤدي إل انخفاض جودة التعليم وزيادة المشكلة بشكل أكبر